فصول من عمري
خريفي ...
تتساقط أوراق العمر مني .. أهباءً .. أم بفائدة .. ؟؟ لا أدري .. !!
تبدو لي مصفرّةً بعض الشئ .. لا بد من سقوطها إذن .. أو بالأحرى مرورها ..
و لكن ..
أأضافت لحياتي شيئاً .. تلك السنون .. ؟
قد تهالكت و ضعفت .. و ألقت بنفسها تحت أفياء قدري ..
لتذهب بلا عودة .. بلا رجعة ...
ما الذي فعلته بنفسي .. ؟؟ لم تثمر سنون عمري ... !!
لم تننبت زرعاً .. !!
لم أحصد فيها ما وَجَبَ زرعه .. أو بالأحرى لم أزرع ما توجّب عليّ حصاده .. !!
و أي مهزأة تلك التي ترمي بأوراقي الخريفية على جنبات الطريق .. مترامية .. تائهة ... عاجزة ...
لأنني لم أسقِ نفسي ..
لأنني لم أرعَ نفسي ...
هكذا كان خريفي ...
شتائي ....
تتناثر على وجنتي أمطار موسمية ..
تتحيط بها رياح هستيرية ... مرة جنونية .. و أخرى لوجستية ...
لا ادري ما هي .. المهم أنها لا اختيارية ...بل حقا اجبارية !!!
أحان وقت تلك الأمطار ... ؟؟
ألا يكفي ما بلّلت من وجنات ...
؟
هطلت بغزارة ... لدرجة أنني ندمت لطلبيَ الاستسقاء ,,, !!
لم أدرك انك ستكونين بتلك الهمجية ... عفوا ... أقصد الوحشية ... !!
تترامين بكل جراءة ... وبلا هوادة ...
كأنه لا ينقصني إلا وجودك ,,, !!
لا ...
لا أريد تلك الامطار ... و أعجز عن الوقوف بوجه تلك العواصف ..
لا أملك من القوة لأرجع شمسي التائهة ..
أشعر بقشعريرة زارت جسدي المتجمد ...
تغرقينني و الشوق يطفو بي بعيدا ...
تفيض العيون .. و لم أجد إلا قلمي المهترئ مجدافا لحزني ...
إرحمني قلبي الضعيف ..
و اتركني أهنأ بيوم دافئ ...
صيفي ...
ها قد أقبلت شمسي .. و البسمة تزهو على محياها ..
قد طال انتظاي لك أيا شمسي ...
تشتاق روحي للسماء الصافية .. شوق الأطيار لأعشاشاها ...
في دنيا الكدر ..شمسي لا تخلّيني ...
قد مرّت عليّ فصول أمرّ من العلقم ..
أقسى من الصخر ...
أليس من حقي يوم صافٍ .. ؟
تلفه جدائل الشمس .. بدلا من تراقص تلك القطرات ..
أتنغّم فيه على زغاريد الأطيار ...
أنسى هموم فصولي المتعبة .. و أنسى تعب الأسفار ..
أرى عالماً جميلا بعدما سوّفت روحي بلوغ الأمنيات ...
لأنسى كل كدر .. و تصفو لي بعدها حياتي ...
و أعود لأنتظرك يا شمسي ,, لتلغي أمطاري ..
فإن مللت انتظارك ...
طلبا ..ليس أمراً ... لا تملّي انتظاري ,,,