اعلم أن زيارة المصطفى في الروضة الشريفة من أعظم القربات بل إن المصطفى قال: (من حج ولم يزرني فقد جفانى) وقد روى هذا الحديث بطرق وروايات متعددة، ومن عجيب العجاب لأهل هذا العصر أن البعض لا يقر بهذه الزيارة والأدهى والأمر أن البعض الآخر يعتبرها وثنية، فلو أن فى قلوبهم ذرة محبة لما طاوعتهم ألسنتهم بهذا القول لأن الملائكة مع عظم مكانتها تزوره كوكبة تلو الأخرى فقد روى الدارمى في مسنده حدثنا عبد الله بن صالح حدثني الليث حدثني خالد هو ابن يزيد عن سعيد هو ابن أبى هلال عن بنيه ابن وهب أن كعبا دخل على عائشة فذكروا رسول الله فقال كعب: ما من يوم يطلع إلا نزل سبعون ألفا من الملائكة حتى يحفوا بقبر النبي يضربون بأجنحتهم ويصلون على رسول الله حتى إذا أمسوا عرجوا وهبط مثلهم فصنعوا مثل ذلك حتى إذا انشقت عنه الأرض خرج في سبعين ألفا من الملائكة يزفونه. الجزء الأول في مسند الدارمى.
والإمام مالك قال لأبى جعفر المنصور أثناء زيارته للروضة الشريفة ... إن حرمته ميتا كحرمته حيا ... وقد قرر العلماء فى تفسير قول الإمام مالك أنه يكره للرجل أن يقول زرنا قبر النبي لأنه إنما يزور من يسمعه ويراه ويحس به ويعرفه ويرد عليه ... فالقضية ليست قضية قبر بل هي أكبر من ذلك وأجل وأرفع من أن ينظر إليها من الزاوية القبورية ... وإذا نظرنا إلى القبر فقط دون النظر إلى من فيه لوجدنا الأرواح الطاهرة تحف به من كل جانب ووجدنا جسرا ملائكيا متصلا ممتدا من الملأ الأعلى إلى روضة المصطفى سيدنا محمد ... مواكب متصلة لا تنقطع أعدادها وأمدادها لا يحصيها إلا الحق .
السبت أغسطس 29, 2009 7:35 pm
